24‏/08‏/2015

معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي : الطاقة الشمسية وإستغلالها في تكييف الهواء


http://computeranbar.mam9.com/t35-topic

تضمين قائمة مخططات بحث المهندس معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي












الطاقة الشمسية وإستغلالها في تكييف الهواء


 المهندس
 معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي

قسم الأبنية المدرسيةالمديرية العامة لتربية الأنبار / وزارة التربية

آب 2015
 



المحتويات :


المقدمة
أولاً . نبذة تاريخية عن توليد الطاقة من الشمس                           
ثانياً . فوائد الطاقة الشمسية                                          
 ثالثاً .تكييف الهواء بالطاقة الشمسية                               
1. الحلقة الشمسية المفتوحة AC باستخدام المجففا                          
2. النظام السلبي للتبريد الشمسي                                                
3. الطاقة المغلقة الإمتصاص والتبريد الادمصاصي                         
4. التبريد باستخدام الألواح الكهروضوئية الشمسية                      
5. التبريد الحراري الجغرافي (عن طريق حرارة باطن الارض الطبيعية)     
6.  المباني ذات الطاقة الصفر                                         
رابعاً . هدر الطاقة                                            
خاتمة                                                   
المصادر                                                  
----------------------------------------------------------------

المقدمة:

 
خلق الله (جل شأنه) الشمس والقمر آيات دالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه, فطاقة الشمس هي الضوء المنبعث والحرارة الناتجة عن الشمس اللذان قام الإنسان بتسخيرهما لمصلحته منذ العصور القديمة باستخدام مجموعة من وسائل التكنولوجيا التي تتطور باستمرار. ويستقبل كوكب الأرض 174 بيتا واط من الإشعاعات الشمسية القادمة إليه عند طبقة الغلاف الجوي العليا . وينعكس ما يقرب من 30% من هذه الإشعاعات عائدة إلى الفضاء بينما تُمتص النسبة الباقية بواسطة السحب والمحيطات والكتل الأرضية . ينتشر معظم طيف الضوء الشمسي الموجود على سطح الأرض عبر المدى المرئي وبالقرب من مدى الأشعة تحت الحمراء بالإضافة إلى انتشار جزء صغير منه بالقرب من مدى الأشعة فوق البنفسجية . تمتص مسطحات اليابسة والمحيطات والغلاف الجوي الإشعاعات الشمسية.
ويمكن تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية وطاقة حرارية من خلال آليتي التحويل الكهروضوئية والتحويل الحراري للطاقة الشمسية ويقصد بالتحويل الكهروضوئية تحويل الإشعاع الشمسي أو الضوئي مباشرة إلى طاقة كهربائية بوساطة الخلايا الشمسية ( الكهروضوئية )، وكما هو معلوم هناك بعض المواد التي تقوم بعملية التحويل الكهروضوئية تدعى اشتباه الموصلات كالسيليسيون والجرمانيوم وغيرها .
وقد تم اكتشاف الظاهرة اعلاه من قبل بعض علماء الفيزياء في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي حيث وجدوا أن الضوء يستطيع تحرير الإلكترونات من بعض المعادن كما عرفوا أن الضوء الأزرق له قدرة أكبر من الضوء الأصفر على تحرير الإلكترونات وهكذا . وقد نال العالم اينشتاين جائزة نوبل في عام 1921م لاستطاعته تفسير هذه الظاهرة .
أما التحويل الحراري للطاقة الشمسية فيعتمد على تحويل الإشعاع الشمسي إلى طاقة حرارية عن طريق المجمعات ( الأطباق ) الشمسية والمواد الحرارية . فإذا تعرض جسم داكن اللون ومعزول إلى الإشعاع الشمسي فإنه يمتص الإشعاع وترتفع درجة حرارته .
يستفاد من هذه الحرارة في التدفئة والتبريد وتسخين المياه وتوليد الكهرباء وغيرها . وتعد تطبيقات السخانات الشمسية هي الأكثر انتشاراً في مجال التحويل الحراري للطاقة الشمسية, يلي ذلك من حيث الأهمية المجففات الشمسية التي يكثر استخدامها في تجفيف بعض المحاصيل الزراعية مثل التمور وغيرها, كذلك يمكن الاستفادة من الطاقة الحرارية في طبخ الطعام، حيث أن هناك أبحاث تجري في هذا المجال لإنتاج معدات للطهي تعمل داخل المنزل بدلا من تكبد مشقة الجلوس تحت أشعة الشمس أثناء الطهي .
ورغم أن الطاقة الشمسية قد أخذت بتبوأ مكانة هامة ضمن البدائل المتعلقة بالطاقة المتجددة إلا أن مدى الاستفادة منها يرتبط بوجود أشعة الشمس طيلة وقت الاستخدام أسوة بالطاقة التقليدية . وعليه يبدو أن المطلوب بعد تطوير التحويل الكهربائي والحراري من الطاقة الشمسية هو تقنية تخزين تلك الطاقة للاستفادة منها أثناء فترة احتجاب الإشعاع الشمسي . وهناك عدة طرق لتخزين الطاقة الشمسية تشمل التخزين الحراري الكهربائي والميكانيكي والكيميائي والمغناطيسي .
وتعد بحوث تخزين الطاقة الشمسية من أهم مجالات التطوير اللازمة في تطبيقات الطاقة الشمسية وانتشارها على مدى واسع، حيث أن الطاقة الشمسية رغم أنها متوفرة بغزارة (سبحان الله) إلا أنها ليست في متناول اليد وليست مجانية بالمعنى البسيط . فسعرها الحقيقي عبارة عن المعدات المستخدمة لتحويلها إلى طاقة كهربائية أو حرارية ، وكذلك تخزينها إذا دعت الضرورة . ورغم أن هذه التكاليف حالياً تفوق تكلفة إنتاج الطاقة التقليدية إلا أنها لا تعطي صورة كافية عن مستقبلها بسبب أنها آخذة في الانخفاض المتواصل بفضل البحوث الجارية والمستقبلية .
وتُعزى معظم مصادر الطاقة المتجددة المتوافرة على سطح الأرض إلى الإشعاعات الشمسية بالإضافة إلى مصادر الطاقة الثانوية مثل طاقة الرياح وطاقة الأمواج والطاقة الكهرومائية والكتلة الحيوية .. غير إنه لم يتم استخدام سوى جزء صغير من الطاقة الشمسية المتوافرة في حياتنا.

أولاً . نبذة تاريخية عن توليد الطاقة من الشمس  :
استفاد الإنسان منذ القدم من طاقة الإشعاع الشمسي مباشرة في تطبيقات عديدة كتجفيف المحاصيل الزراعية وتدفئة المنازل، واستخدمها في مجالات توليد بخار الماء وتقطير الماء وتسخين الهواء . كما أنشئت في مطلع القرن الحالي أول محطة عالمية للري بوساطة الطاقة الشمسية كانت تعمل لمدة خمس ساعات في اليوم (وذلك في منطقة المعادي قرب القاهرة . (لقد حاول الإنسان منذ فترة بعيدة الاستفادة من الطاقة الشمسية واستغلالها ولكن بقدر قليل ومحدود (كما إسلفنا)، غير إنه مع التطور الكبير في التقنية والتقدم العلمي الذي وصل إليه الإنسان فتحت آفاقا علمية جديدة في ميدان استغلالها.
ويمكن القول بأن الطاقة الشمسية تتميز بالمقارنة مع مصادر الطاقات الأخرى بما يأتي  :
-  إن التقنية المستعملة فيها تبقى بسيطة نسبياً وغير معقدة بالمقارنة مع التقنية المستخدمة في مصادر الطاقة الأخرى  .
-  توفير عامل الأمان البيئي حيث أن الطاقة الشمسية هي طاقة نظيفة  لا تلوث الجو ولا تترك فضلات مما يكسبها وضعاً خاصا في هذا المجال وخاصة في القرن القادم.
 - إن حرارة الشمس بازدياد مضطرد  )لما في الغلاف الجوي من مشاكل لا يمكن حلها بسهولة( فيمكن التخلص من الحرارة باستخدام الطاقة الشمسية ومن ضمنها الحرارة المتولدة من الطاقة المذكورة التي بدأت تزداد عن معدلاتها في العالم لعدة عقود مضت.  وقد شهد تحويل الطاقة الشمسية عبر التاريخ تحولا نوعيا ،فالتحويل الحراري للطاقة الشمسية يعتمد على تحويل الإشعاع الشمسي إلى طاقة حرارية عن طريق المجمعات ( الأطباق) الشمسية والمواد الحرارية، فإذا تعرض جسم داكن اللون ومعزول إلى الإشعاع الشمسي فإنه يمتص الإشعاع وترتفع درجة حرارته. ويستفاد عادة من هذه الحرارة في التدفئة والتبريد وتسخين المياه وتوليد الكهرباء وغيرها.
 وتعد تطبيقات السخانات الشمسية هي الأكثر انتشاراً في مجال التحويل الحراري للطاقة الشمسية، يلي ذلك من حيث الأهمية المجففات الشمسية التي يكثر استخدامها في تجفيف بعض المحاصيل الزراعية مثل التمور وغيرها، كذلك يمكن الاستفادة من الطاقة الحرارية في طبخ الطعام، حيث أن هناك أبحاث تجري في هذا المجال لإنتاج معدات للطهي تعمل داخل المنزل بدلا من تكبد مشقة الجلوس تحت أشعة الشمس أثناء الطهي.. 
ثانياً . فوائد الطاقة الشمسية :
تبذل حاليا الكثير من الجهود التكنولوجية والمالية على أبحاث الطاقة الشمسية وعلى تطوير منشآتها، ويمكن التعرف على عدد قليل من الفوائد الهامة التي نحصل عليها باستخدامنا للطاقة الشمسية .  مع الأخذ بالحسبان إن بعض هذه الفوائد سيكون واضحا والبعض الآخر ربما يكون موضع شك، وقد يكون بعضها مفاجأة لبعض الناس، إلا إنه يجب ان يكون لدينا قناعة بأن الطاقة الشمسية مصدر مهم في تطوير وتحسين حياتنا . ومهما يكن من أمر فيمكننا إيجازبعض فوائد الطاقة الشمسية بما يأتي:

-    الطاقة الشمسية طاقة مستدامة :
تستطيع المنشآت الضخمة لإنتاج الطاقة الشمسية أن تنتج الطاقة الشمسية بغض النظر عن حالة الطقس، سواء كان مشمسا أم لا، مما يجعلها مستدامة ويمكن الاعتماد عليها، فعادة ما تكون هذه المنشآت حرارية تقوم بتخزين الحرارة المتولدة، حيث تقوم باستخدامها  عندما يكون الجو غيرمشمس، وهي أيضا متجددة أي أنها طاقة لا تنفذ، فهي مصدر طاقة طبيعي ويمكن استخدامه في توليد اشكال أخرى من الطاقة، أذ يمكننا استخدامها كوقود للسيارات كما يمكن ان نسخن بها الماء،أو أن نضيء بها البيوت  .
-   استخدام الطاقة الحرارية سياسة اقتصادية :
استخدام الطاقة الحرارية في امتصاص المجموعة بتكاليف منخفضة تساعد بوضوح في انخفاض حاد في تكاليف الطاقة، وبالتالي تحقيق توفير اقتصادي كبير لتكييف المحلات المستعملة ، ويمكن ان تكون الآلات المستخدمة شبيهة لمعوضاتها للطاقة .
-  احترام البيئة، مع عدم وجود المبردات الضارة :
المبردات المستخدمة في تكنولوجيا الإمتصاص هو نتاج طبيعي مكررمن مياه البحرالتي لا تلوث. السوائل الاصطناعية بيئيا أكثر صداقة للبيئة لأنها لا تصنع من مواد سائلة مضرة للبيئة, كما ان قوة الطاقة المستعملة تحد من انبعاث الروائح المؤذية
- انخفاض استهلاك الوقود من الطاقة الكهربائية :
الطاقة الأولية المستخدمة هي الطاقة الحرارية، في حين يجري الكهرباء فقط لتشغيل المعدات، فالكهرباء لاتعمل إلا مع استخدام النظم التقليدية للتكييف، ولكن باستخدام مجموعات امتصاص يمكن استخدامها لأغراض اخرى .
-  نظام بسيط وصغير:
المجموعات هي الكتلة الواحدة المدمجة كاملة مع جميع الأجهزة اللازمة لسير عملها.  هذا يسهل النقل والتركيب . يأتي المثبت فقط لربط شبكة إمدادات المياه الساخنة، ونظام تكييف الهواء وبإمداد صغير للمياه اللازمة لبرج التبخر .
-  تركيب في الهواء الطلق  :
يتم تصميم وحدة للتركيب في الهواء الطلق، والقضاء على مشكلة المركزية، فالمساحة الأولى المخصصة لمحلات تقنية  يمكن استردادها في هذه الطريقة  .
 - متغير القوة في وظيفة الحمل الحراري العاكس عن طريق  السيطرة الذكية  :
مجموعات نظام الكتلة الواحدة لديها واسع القدرة لتعديل قدرة التبريد 20-100٪، مع انخفاض نسبي في شرط إمدادات المياه والكهرباء ومياه التبريد،وفقا للاحتياجات الحرارية الحقيقية الصغيرة مما يؤدي  الى توفير في الطاقة  .
 -  موثوقية عالية وصيانة منخفضة  :
حيث تنبع موثوقية عالية من عدد محدود من الأجزاء المتحركة والمكونات الميكانيكية التي تخضع لارتداء كبير كالضواغط, وهذا يؤدي إلى حياة  طويلة للجهاز أعلى بكثير بالمقارنة مع المجموعات المستخدمة عادة كالثلاجة . 
 -الحد من التكاليف الثابتة :
انخفاض الطلب على الكهرباء يقلل من التكاليف الثابتة لمحطات الكهرباء الفرعية والنقل والتحول، فالحصول على الطاقة الشمسية )الحرارة( لن يتطلب لاحقا الكثير من أعمال الصيانة، ويبقى لدينا القليل فقط لنفعله للمحافظة على انتظام عملها  .
-  تقليل التلوث  :
الطاقة الشمسية منتج صامت للطاقة، فبالتأكيد لا تتسبب هذه الطاقة بأية ضوضاء (أحد عناصرالتلوث) عندما استعمالها والاستفادة منها فوحدات الامتصاص لمياه الليثيوم تغيب الاجزاء المتحركة، وضمان منخفض للغاية من الضوضاء والاهتزازات، ولا تبعث الغازات الخطيرة والسامة  .
-  توفرالدعم الحكومي  :
العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم تقدم حوافز سخية وحسومات نقدية فيما يتعلق باستعمالات هذه الطاقة وأنظمة تسخين الماء بها  .
 -افكار ممكنة التحقيق  :
إن حكومات مختلف الدول تدرك أهمية الطاقة المتجددة للعالم بأسره، وتتقبلها كأفكار جذابة فضلا انها ممكنة على صعيد الافراد  .
-  توقع نجاحات اقتصادية في هذا المجال  :
ما يزال التقدم في تكنولوجيا الطاقة الشمسية مستمرا لجعلها أكثر فاعلية من الناحية الاقتصادية، وبالإضافة إلى الانخفاض في تكلفة تركيب مستلزمات الطاقة الشمسية، سيجعل تكلفة الاستفادة من الطاقة الشمسية تستمر في الانخفاض  أيضا .
ثالثاً .تكييف الهواء بالطاقة الشمسية  :
من بين الآلاف من تطبيقات الطاقة الشمسية سنقوم بأختيار التبريد على نحو خاص،
ويوضح (المخطط 1) مشروعا مقترحا لتكييف منزل بحرارة الشمس والماء .
               

المخطط (1)
انموذج مقترح لتكييف المنزل بالطاقة الشمسية والماء

 لأنه من المهم أن نفهم أن التبريد هو أحد القطاعات الأكثر استهلاكاً للطاقة الكهربائية، فيمكن أن نرى ما هو مثبت في لوحة معلومات أي ثلاجة مثلا بأن استهلاكها يدور حول الـ (540) واط، في حالة كون الثلاجة بحجم يصل إلى (20) قدماً مكعباً.   وواضح عدم وجود مشكلة كبيرة تماماً في الـ (540) واط، و لكن هناك مشكلة حقيقية في استمرار استهلاكها للكهرباء باستمراره بالعمل لمدة (15) ساعة يومياً.  أما التكييف المركزي فهو بالوعة كهربائية بحد ذاته عندما تصل حاجته إلى ما يقرب الـ (5000) واط . و لتقريب الصورة عن مقدار ما يمكن للـ (واط) أن يعمله، يمكنك تخيل أن الـ 100 واط كفيلة بتشغيل مصباح عالي التوهج و 150  واط كفيلة بتشغيل تلفزيون ملون قياس 25 بوصة.
وهكذا يمكننا أن نتلمس مما سبق كيف يتربع التكييف على هرم الاستهلاك الكهربائي، ويمكن التطلع الى (المخطط 2) الذي يعالج الاستهلاك العالي للطاقة الكهربائية في هذا المجال,  الذي يمكن إجراؤه عن طريق إحدى الطرق التالية :


المخطط(2)
تكييف بناية بالطاقة الشمسية والهواء

الطاقة الشمسية السلبية, تحويل الطاقة الحرارية الشمسية, تحويل الطاقة الشمسية . ومثال على الإهتمامات العالمية في هذا المضمار،فأن قانون الاستقلال في الطاقة و الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2007 قام بتحديد رأس مال لتمويل المشاريع البحثية التي تقوم على التركيز على تطوير برامج التكييف الهوائي باستخدام الطاقة الشمسية و البرامج التطويرية المحددة لهذا الهدف, وهذه البرامج التي سيتم تمويلها يجب أن تطور و تستخدم أساليب تكنولوجية حديثة و إبداعية وأن تستخدم نهج إنتاج كمي و اقتصادي.  وهذا النظام سيلعب دورا هاما في تصميم المباني ذات الطاقة الصفرية و المباني ذات الطاقة الموجبة  .
فالتبريد الشمسي على سبيل المثال هو تكييف الهواء مع التركيز والتتبع  للشمس، وقد حلم العديد من الناس  تبريد  المنازل التي نعيش فيها والأماكن التي نعمل فيها من خلال استغلال حرارة الشمس المتوفرة في فصل الصيف، واليوم خرجت التكنولوجيا المناسبة لتحقيق النجاح في هذا المسعى.  إن الفكرة من وراء  التكييف بالطاقة الشمسية هي في الواقع مسألة بسيطة نسبيا مع مطابقة بين التكنولوجيا الحرارية, وقد اخترعت للطاقة الشمسية الآت تنتج البرودة بعد استقبالها ساخنة .
ويتميز عالم اليوم أيضا بتوفر التكنولوجيا لاستخدام الطاقة المتجددة، فالصعوبة المتزايدة من إمدادات الكهرباء من الشبكة الوطنية و الخطر النسبي للانقطاع  المرتبطة بها، والطلب المتزايد لتوفير الطاقة الحقيقية, أدت مؤخرا إلى النظر بجدية الى أنواع  تبريد وتكييف الهواء باستخدام أخذ عينات منخفضة من الطاقة الأولية وتوظيف حصة متزايدة من الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية الحرارية، الضوئية، فوضعوا رهن الاشارة  المبردات بالطاقة المتاحة  كممصات للماء   الساخن - البخار - غاز المداخن .
ويلاحظ في السنوات الأخيرة أن التكنولوجيا جعلت من التبريد الامتصاصي تحقيق  خطوات مذهلة، مع استخدام مواد جديدة و مكونات الكترونية عالية، ورفع مستوى نوعية الآلات سواء من حيث الكفاءة أو الاعتمادية، وعلى وجه الخصوص فيما يعلق آلات التبريد الاحادية التي تعمل بقوة منخفضة ممونة  مباشرة بالماء الساخن  90 درجة مئوية  أو الساخنة  180 درجة مئوية .
وعلى سبيل المثال فالاسباب الرئيسية المستمدة من استخدام وسيلة التبريد المصاص المدعوم من فراغ تجميع الطاقة الشمسية هي صورة تظهر كيف يمكن تغيير طريقة تفكيرنا في التبريد، فالجهاز يعمل في الخلاء و بدون كهرباء خارجية  .كما إن هناك مدرسة أخرى تقول بالاستفادة من طاقة الشمس في تسخين مادة الـ (غلايكول) الكحولية (Glycol) لتقوم بدورها بنقل الحرارة إلى الغاز المبرد (Refrigerant) و الوصول إلى درجة حرارة عالية كفيلة بضغطه .

   
المخطط (3)
مرايا على شكل قطع مكافئ مع انابيب غلايكول الماصة للحرارة

هذا يعوض تماماً عن استخدام ضاغط يعمل بالكهرباء، لتستمر الدورة بالشكل الاعتيادي . و من هنا كان لا بد من استخدام مرايا على شكل قطوع مكافئة (Parabolia) الضرورية لتركيز أشعة الشمس على أنابيب الـ (غلايكول)  حيث بإمكاننا أن نرى أشكال المرايا و كيف أنها موصولة مع أنابيب الغلايكول (المخطط 3) .وهناك مدرسة أخرى تتناول استخدام مبدأ التبريد بالامتزاز (Adsorbtion Refrigeration) ، يطلق في هذا النظام الأمونيا (Ammonia) السائلة على الهيدروجين (Hydrogen) لتتبخر على هيئة غاز، و بوجود غاز الهيدروجين يتحقق التبريد أثناء التبخر، ترسل الأمونيا الغازية إلى خزان ماء يقوم بامتزاز الغاز، يسخن المحلول في حرارة الشمس لتنفصل الأمونيا الغازية عن الماء، 
                                  
المخطط (4)
التبريد بالامتصاص باستعمال الماء والامونيا

تكثف الأمونيا الغازية على هيئة سائل يطلق على الهيدروجين في إعادة للدورة التبريدية (مخطط 4) . ومهما يكن من أمر نستطيع تناول تكييف الهواء بالطاقة الشمسية بإنتقاء النماذج الآتية  :
⦁     الحلقة الشمسية المفتوحة AC باستخدام المجففات :
يتم تمرير الهواء من خلال مجففات صلبة مثل السليكاجل او مادة الزيوليت ليتم سحب الرطوبة من الهواء للسماح بحدوث دورة تبريد فعالة عن طريق التبخير. هذه المواد المجففة يتم اعادة انتاجها من جديد باستخدام الطاقة الشمسية الحرارية لتنشيفها بطريقة ذات فعالية اقتصادية وغير مبذرة للطاقة في دورة مستمرة الحدوث . النظام الضوئي باستطاعته ان يزود مروحة هوائية تعمل على طاقة منخفضة, كما يمكنه تزويد محرك ليقوم بتدوير قرص ضخم بطئ مملوء بالمواد المجففة .
نظام التهوية وانعاش الطاقة يقوم بتزويدنا بطريقة محكمة التحكم بها لتهوية المنازل بينما نقلل من نسبة الطاقة المفقودة.  فبهذه الطريقة يمرر الهواء خلال عجلة المحتوى الحراري (والتي تحتوي في الغالب على جل السليكا) ليتم تقليل تكلفة هواء التدفئة المستخدم شتاءًا والذي يقوم على تحويل الحرارة من دافئة داخل الهواء المستنزف بداخلها والذي يخرج هواء نقيا باردا . و في الصيف يبرد الهواء القادم من الخارج للتقليل من تكاليف التبريد والتهوية . يمكن لهذه المراوح والمحركات ان تكون نظام ذو فعالية من حيث التكلفة ومدعوم من الطاقة الشمسية،بينما يتم تعزيز الحمل الحراري الطبيعي الذي يستنفد بإعداد مدخنة تجبر الهواء الهابط ليقوم بالتدفق والإشعاع.
المواد المجففة مثل كلوريد الكالسيوم يمكن خلطها مع الماء لإنتاج شلال مائي جذاب معاد تدويره والذي يقوم بسحب رطوبة هواء الغرفة باستخدام طاقة الحرارة الشمسية ،وذلك ليقوم بإعادة انتاج المادة السائلة) اعادتها للحالة السائلة( بالإضافة إلى استخدام مضخة مياه تعمل بالطاقة الكهربائية المخفضة .
وفيما يخص انظمة التبريد الشمسية النشطة والموجودة داخل مجمعات حرارية شمسية تزود مخزون طاقة لأنظمة التبريد المستخدمة للمواد المجففة ،فقد تم دراسة عمود معبأ (Packed bed) وهو عمود أجوف أو أنبوب ممتلئ بمواد صغيرة لزيادة السطح الداخلي . وقد تكون التعبئة الأجزاء الصغيرة عشوائية مثلما في تعبئة حلقات راشينج أو يمكن أن تكون تعبئة بنائية منتظمة .والغرض من تشكيل العمود المعبأ هو تحسين التلامس بين سائل وبخاره أو تحسين التلامس بين طورين من أطوار المادة، كما تستخدم الأعمدة المعبأة في الاحتفاظ بالحرارة . وفي تلك الحالة يسمح بدخول غاز ساخن إلى العمود المعبأ فتحتفظ عبوته بالحرارة . وعند الحاجة لاستعادة الحرارة بمرر هواء أو غاز آخر إلى العمود فيسخن الهواء أو الغاز ويمكن بعد ذلك الاستفادة بما فيه من طاقة حرارية,وفي تطبيق لإزالة الرطوبة الجوية واعادة انتاجها في انظمة تكييف الهواء التي تستخدم المواد المجففة.
هذه الدراسة مثلت أحد الانظمة النظرية الذي تم تطويره لمتابعة اداء الاداة تحت ظروف وشروط مختلفة . لقد تم استخدام انظمة وبرامج حاسوبية لمحاكاة الواقع لكثير من هذه التجارب اعتمادا على هذا النموذج, ويدل هذا على المدى الواسع لتطبيقات تغيير نسب رطوبة الهواء و نسب تركيز المواد المجففة .
وعلاوة على ذلك تم بناء جهاز تجريبي أذ تم اجراء العديد من التجارب العملية باستخدام مادة المونوايثيلين جليكول واملاح بروميد الليثيوم كمواد مجففة (لها القدرة على امتصاص الحرارة وبخارالماء) . هذه التجارب المعتمدة على مادة المونوايثيلين قامت بإظهار نتائج غير دقيقة و اشارت إلى بعض المشاكل في التطبيقات العملية المرتبطة باستخدام مادة الجليكول . بينما اظهرت تجارب( LiBr )  توافق جيد جدا مع النموذج النظري . التسخين القبلي او الأولي للهواء قد اعتمد على انه يقوم بإعادة انتاج المواد المجففة بشكل كبير.  المعبأة العمودية اظهرت نتائج فعالة لمزيلات الرطوبة, كما تساعد على انخفاض ضغط المقدمة عن طريق استخدام نظام تعبئة وتغليف مناسبين .
⦁     النظام السلبي للتبريد الشمسي :
في هذا النوع من التبريد الحراري الشمسي لا يتم استخدام الطاقة بشكل
مباشر لإنتاج بيئة وجو بارد او حتى القيام بدفع اي عملية تبريد مباشر.  فعوضا عن ذلك
يهدف تصميم هذه الابنية لتخفيض معدل انتقال الحرارة إلى المبنى في فصل الصيف و تحسين عملية ازالة و سحب الحرارة الغير مرغوب فيها من المبنى . هذا النوع من التكييف يشتمل على مثال فعال لفهم ميكانيكية وعملية انتقال الحرارة, التوصيل الحراري, والحمل الحراري, والإشعاع الحراري خاصة من الشمس . (المخطط 5)


                 

المخطط (5)
أنموذج بناية ذات طاقة واطئة (مبنا ذو طاقة صفر)

على سبيل المثال احدى العلامات على نظام حراري سيئ وغير كفؤ هي ارتفاع درجة الحرارة في العلية صيفا إلى درجة حرارة تعلو اعلى نسب درجة الحرارة في الهواء الخارجي للعلية.  هذا الارتفاع يمكن التخلص منه او تقليله باستخدام سقف بارد او سقف اخضر حيث ان هذا النوع من الاسطح يمكنه التقليل من درجة حرارة السطح ب 70 درجة فهرنهايتية او ما يعادل 40 درجة سيليسيوزية . ان وجود حاجز للإشعاعات او فجوة هوائية تحت السقف يمكنه ان يعيق ما نسبته 97% من الإشعاعات القادمة من سقف تم تسخينه بأشعة الشمس الحارة .
ان انجاح عملية التبريد الشمسي السلبي يكون أكثر سهولة عندما تستخدم في تصميم البيوت قبل بنائها مقارنة بتبني نظام تبريد شمسي لبناء تم انشاؤه مسبقا.  هناك العديد من انظمة التصميم التي تختص بتفاصيل معينة في نظم التبريد الشمسي السلبي بل انه يعتبر من أهم العناصر الاساسية لتصميم الابنية ذات الطاقة صفر او واطئة الطاقة في الأجواء الحارة كما سياتي ذكرها فيما بعد .
⦁    الطاقة الشمسية حلقة مغلقة الإمتصاص والتبريد الادمصاصي :
فيما يلي الانظمة التكنولوجية الأكثر استخداما في انظمة الحرارة الشمسية المغلقة الحلقة:
-  امتصاص الماء او الامونيا  NH3   H2O 
 - امتصاص املاح بروميد الليثيوم  LiBr  للماء (بخار الماء)
-  امتصاص املاح كلوريد الليثيوم  LiCl  للماء (بخار الماء)
 - امتصاص كيميائي جل السيليكا أو مياه الزيوليت للماء (بخار الماء)
-  امتصاص كيميائي لميثانول الكربون المنشط
يستخدم نظام التبريد الشمسي النشط مجمعات حرارية شمسية لتوفير طاقة حرارية لتحريك او تزويد المبردات الحرارية وهي عادة ما تكون مبردات الامتصاص او الادمصاص . على سبيل المثال المجمع الحراري سوبوجي Sopogy يوفر ويقوم بتزويد الطاقة الشمسية عن طريق تركيز اشعة الشمس على انبوب تجميعي و تسخين السائل الناقل للحرارة و المعاد تدويره داخل نظام التبريد . الطاقة الحرارية المنتجة من هذا النظام يتم استخدامها دمجا مع المبردات الامتصاصية لتوفير مصدر متجدد من التبريد الصناعي.
هناك بدائل متعددة للمبردات القائمة على اساس الضغط والتي يمكن ان تقلل من استهلاك الطاقة وبنفس الوقت تقلل من الاهتزازات و الإزعاج الذي قد ينتج من مثل هذه الاجهزة . كما انه يمكن استخدام طاقة الحرارة الشمسية للحصول على تبريد أفضل في فصل الصيف وتسخين المياه المحلية والمبنى في فصل الشتاء . يتم استخدام دورات التبريد الامتصاصية الاحادية او الثنائية او حتى الثلاثية التكرار في تصميمات مختلفة لأنظمة التبريد بالطاقة الحرارية الشمسية  .
المبردات الامتصاصية الفعالة تتطلب مياه ذات درجة حرارة لا تقل عن 88  درجة سيلسيوز . أشهر الواح تجميع الطاقة الحرارية الشمسية المسطحة والغير باهظة الثمن تنتج مياه بدرجة حرارة 71  سيلسيوس . وفي المنشات واسعة المدى هناك العديد من المشاريع الناجحة اقتصاديا و عمليا في التشغيل على المستوى العالمي وهذه تشتمل على امثلة عديدة منها تلك الموجودة في مقر ديكيكسا جيرال ديبوستوس في لشبونة والتي لديها 1579 متر و17000  قدم مربع من المجمعات الشمسية و 545 كيلو واط من طاقة التبريد, ومثال اخر تلك الموجودة في قرية الإبحار الأولمبية تشينغداو الصين. وفي عام 2011 تم تشييد اقوى محطة في الكلية العالمية المتحدة في سنغافورة والتي ترتب عليها 1500 كيلو واط .
وقد اظهرت هذه المشاريع ان مجمعات الحرارة المسطحة وخاصة تلك التي طورت خصيصا لدرجات الحرارة فوق 93 سيلسيوز )هذه تمثل صفات الزجاج المزدوج, وزيادة عزل, وغيرها( يمكن ان تكون ذات كفاءة وفعالية اقتصادية . كما يمكن استخدام الألواح الشمسية ذات الانابيب المفرغة . مجمعات الطاقة الشمسية التي تستخدم في المبردات الامتصاصية (كالمتداولة في الاسواق) تكون ذات فعالية اقل في الأجواء الرطبة الحارة, والمناخات الغائمة خاصة تلك التي عندها تكون درجات الحرارة منخفضة بين ليلة وضحاها كما ان الرطوبة النسبية تكون مرتفعة لدرجة غير مرغوب بها .
لدى مركز اودوبون البيئي في لوس انجلوس مثال على تركيب نظام تكييف شمسي هوائي . كما تقوم شركة الغاز المحدودة لجنوب كاليفورنيا وشقيقتها في المرافق شركة سان دييغو للغاز والكهرباء بفحص مدى امكانية التطبيق العملي لانظمة التكييف بالطاقة الشمسية في مركز مصادر الطاقة خاصتهما في داوني, كاليفورنيا . تم تركيب المجمعات للطاقة الشمسية من Sopogy و HelioDynamics على سطح مركز مصادر الطاقة (جهاز متعقب للشمس مثبت عليه مرايا خاصة باشكال قطع مكافئ) التي تقوم بانتاج التبريد لانظمة التكييف الهوائي . مثال اخر موجود في الامارت العربية المتحدة في مدينة مصدار حيث تقوم بفحص التاثير الامتصاصي المزدوج لانظمة التبريد باستخدام جامعات حوض Sopogy ذات القطع المكافئ والواح TVP الشمسية ذات قدرة امتصاصية عالية .
في اواخر القرن التاسع عشر, أكثر التغييرات شيوعا في المواد المبردة  )المثلجة( المستخدمة في التبريد الامتصاصي كانت محلول الامونيا والماء . في الايام الحالية مركب (املاح بروميد الليثيوم (و الأكثر استخداما . في هذه الانظمة الطرف الأول في انابيب انظمة التوسيع والتكثيف يتم تسخينها واما الطرف الثاني يبرد بشدة كافية لصنع الجليد . في السابق كان غاز البروبان الطبيعي يستخدم في الثلاجات المبردة الامتصاصية الترفيهية .
منذ ما يقارب 150 سنة استخدمت المواد المبردة الامتصاصية لصنع الجليد (قبل اخترع المصباح الكهربائي . (هذا الجليد يمكن تخزينه واستخدامه كبطارية جليدية للتبريد عنما تكون الشمس غير مشرقة, حيث كان ذلك في 1995 في طوكيو اليابان في فندق اوتاني الجديد.  هناك نماذج حسابية متوافرة في المجال العام وتتحدث عن حسابات اداء التخزين للطاقة الحرارية المعتمدة على الجليد ( وحدة صنع الثلج الشمسية المعروفة ب ISAAC  وهي عبارة عن دورة امتصاص للطاقة الشمسية متقطعة للأمونيا في المياه .( هذه التقنية تستخدم حوض على شكل قطع مكافئ لتجميع الطاقة الشمسية و تصميم فعال ومحكم لإنتاج الجليد بدون وقود او مدخلات كهربائية و أيضا بدون وجود اجزاء متحركة كما ذكر آنفا  .تشمل هذه الصناعة  على الأسماء التالية SOLID و Sopogy ,و  Mirroxx و   TVP  الشمسية للمنشآت الصناعية, وClimateWell,و Fagor-Rotartica,SorTech وDaikin المستخدم في الغالب للانظمة السكنية .
4.  التبريد باستخدام الألواح الكهروضوئية الشمسية :
يمكن للالواح الكهروضوئية الشمسية ان توفر الطاقة لأي نوع من انواع التبريد بالطاقة الكهربائية سواء اكانت من النوع المعتمد على ضاغطة الهواء او الأنواع الادمصاصية .
لقد اعتبرت الألواح الكهروضوئية على انها تكنولوجيا التبريد الشمسية الأكثر استخداما في تبريد المشاريع التجارية والسكنية الصغيرة ما يعادل اقل من 5 ميغا واط امبير . السبب الحقيقي خلف استخدامها في مثل هذه المشاريع ما زال موضع نقاش الا من أكثر التفسيرات المتداولة هو الحوافز البنائية, و النقص في المعدات ذات الحجم المناسب للمشاريع السكنية في انواع التبريد الاخرى, و ظهور اجهزة تبريد ذات كفاءة أكبر, او سهولة تركيب المعدات مقارنة بأنواع التبريد الاخرى المستخدمة للطاقة الشمسية( مثل مشعات التبريد).
ولكون الكفاءة الاقتصادية للألواح الكهروضوئية تعتمد بشكل كبير على ادوات التبريد المستخدمة واعتمادا على ان الكفاءة متدنية المستوى لأجهزة التبريد الكهربائية حتى في الزمن القريب عرفت هذه الانظمة على انها لم تكن ذات جدوى اقتصادية دون اي اعانات اخرى . فتعرف الألواح الكهروضوئية مقترنة ب 70000 BTU  على انها الانظمة الاقل كفاءة من بين جميع انواع التبريد الشمسية الاخرى .
وللحصول على نظام كهروضوئي ذو كفاءة اعلى يجب توفير نظام خلايا كهروضوئية وذو تكلفة اقل .
    

المخطط (6)
جامع الطاقة (تسخين الهواء) بنظام الطاقة الشمسية

ان تركيب مضخة حرارية جوفية ذات جودة عالية قد يكون لديها ما يعادل المكيف الهوائي ذو 100,000 BTU  وحدة حرارية بريطانية و بدوره يحتاج إلى طاقة اقل من 5 كيلو واط اثناء تشغيله .
التكنولوجيا الأكثر حداثة وذات الطاقة الاقل مثل عكس مضخات العاكس للتيار الكهربائي قد تحقق تقييما يصل إلى 112,000BTU   .            
هناك انواع جديدة من انظمة التكييف الكهربائية الغير معتمدة على الضاغطات وذات تقييما يصل إلى اعلى من 100,000BTU ستظهر في الأسواق . اصدارات جديدة من مرحلة التغيير للمبردات ذات التبخير غير المباشر لا تستخدم سوى مروحة و مزود مائي ليقوم بتبريد الهواء بدون زيادة الرطوبة الداخلية (مثل تلك المستخدمة في مطار مكاران في الاس فيغاس نيفادا) . في الأجواء الجافة القاحلة وذات رطوبة نسبية اقل من  45% )تقريبا 40%  من قارة الولايات المتحدة الأمريكية) تقوم المبردات بالتبخير الغير مباشر بالوصول إلى ما بين 100,000BTU إلى 200,000BTU, المبردات ذات التبخير غير المباشر تحتاج فقط إلى طاقة خلايا كهروضوئية كافية لدورة المروحة (ولا ننسى مضخة للماء)  .
يمكن لنظام خلايا شمسية جزئي الطاقة وذو تكلفة اقل ان يقلل (وليس ان يزيل تماما) كمية الكهرباء المشتراة شهريا من مزود الطاقة لاستخدامها في التبريد الهوائي و أيضا في استخدامات اخرى.  مع الدعم الحكومي الأمريكي للتكلفة من  2.50  دولار إلى 5.00 دولار لكل واط من الخلايا الشمسية ستقل تكلفة الكهرباء المنتجة من الخلايا الشمسية إلى اقل من 0.15 دولار لكل 23 كيلو واط.  وهذه الناحية يتم اعتبارها ذات جدوى اقتصادية خاصة في الاماكن التي تكون فيها التكلفة للطاقة الكهربائية للشركة ما يعادل او يفوق 0.15 دولار . الطاقة الفائضة المنتجة من هذه الخلايا الشمسية يمكن بيعها إلى مزودات الطاقة في مواقع مختلفة والتي بدورها يمكن ان تقلل او ان تقضي على الصافي السنوي من المتطلبات الكهربائية  . وسيتضح ذلك في موضوع )المباني ذات الطاقة صفر) .
العامل الرئيسي والمفتاح للوصول إلى تكييف شمسي ذو جدوى اقتصادية هو تقليل متطلبات التبريد لكل بناء.  يمكن القيام بتصميم نظام ذو كفاءة عالية لاستخدام الطاقة في المباني الحديثة وتبنيها ودمجها في المباني القائمة منذ القدم . منذ ان تم انشاء قسم الطاقة الأمريكي في عام 1977 تم تبني برنامجهم لمساعدة البيئة والذي قام بتقليل حمولة التدفئة والتسخين في المنازل ذات الدخل المنخفض إلى 5,5 مليون اي ما معدله 31% . مئة مليون مبنى أمريكي لا زال يحتاج إلى تحسين المساعدة البيئية او ما يعرف بـ 24weatherization . الممارسات البنائية الغير مدروسة ولا زالت تنتج مباني جديدة غير فعالة و تحتاج إلى تحسينات بيئية منذ لحظة السكن فيها  .
ومن السهل جدا تقليل متطلبات التبريد والتسخين للمباني الجديدة إلى النصف . وهذا غالبا ما يتم عمله بدون تكاليف صافية اضافية لأنه يتم توفير بعض هذه التكاليف عن طريق استخدام انظمة تبريد اصغر و مزايا عديدة اخرى  .
5. التبريد الحراري الجغرافي(عن طريق حرارة باطن الارض الطبيعية):
انابيب التبريد الارضية يمكنها الاستفادة من درجة حرارة باطن الارض المحيطة بها لتقليل وازالة متطلبات التكييف الاعتيادية . ان استخدام الطاقة الحرارية الارضية يتميز في العديد من الفصول والأجواء التي يعيش بها الإنسان حيث ان دورها يتمثل في تخفيض تراكم درجات الحرارة الغير مرغوب فيها بشكل كبير وهام, كما انها تساعد في ازالة الحرارة من داخل المباني . على الرغم من ان استخدام هذا النظام يزيد من تكلفة البناء في بادئة الامر الا انه يقم بتوفير تكاليف معدات التبريد التقليدية الباهظة الثمن .
انابيب التبريد الارضية لا تعتبر انها ذات كفاءة اقتصادية في البيئات الاستوائية المدارية الرطبة حيث قد تصل حرارة درجة حرارة باطن الارض إلى ما يعادل درجة حرارة جسم الإنسان الطبيعية .
                    

المخطط (7)
استغلال باطن الارض كمبادل حراري

من الممكن استخدام المراوح التي تعمل على الطاقة الكهروضوئية او ما يسمى بالحرارة المستوقدة الشمسية لإخراج الحرارة الغير مرغوب بها و سحب الهواء ذو الرطوبة المنخفضة الذي مر من خلال درجات حرارة سطح الارض للداخل . من أهم الامور التي يجب مراعاتها عند التصميم هي ان يتم اخذ عوامل الرطوبة و التكثيف في عين الاعتبار .
تستخدم مضخة الحرارة الجوفية درجة حرارة الارض المحيطة بها للتسخين والتبريد . ويتم استخدام بئر عميق ليعيد تدوير الماء ويستخلص درجة حرارة باطن الارض) عادة ما يتم استخلاصا بمعدل 6 إلى 10 جالونات بالدقيقة الواحدة . (درجة حرارة باطن الارض تتميز بانها منخفضة أكثر من اعلى درجات الحرارة المسجلة في فصل الصيف, كما انها اعلى من اخفض قيم درجات الحرارة المسجلة شتاء . درجة توصيل الماء للحرارة تعادل 25 ضعفا من تلك التي يقوم بها الهواء لذلك يعتبر الماء على انه أكثر كفاءة من المضخات الهوائية الحرارية الخارجية اللاتي تصبح ذات كفاءة اقل عندما تنخفض درجة الحرارة الخارجية .
يمكن ان يتم استخدام نفس نوع الابار الجوفية بدون مضخة حرارية لكن كفاءتها سوف تكون منخفضة بشكل أكبر . يتم ضخ المياه المحاطة بحرارة باطن الارض من خلال جهاز تدفئة مشع  كالمستخدمة في السيارات . في مثل هذه الانظمة يتم ضخ الهواء عبر المشعات السجية التي تعمل على تبريد الهواء بدون استخدام نظام تبريد معتمد على ضغط الهواء . ان الألواح الضوئية الكهربائية الشمسية تقوم بإنتاج الكهرباء اللازمة لمضخة المياه و المراوح حيث انها بهذا تقوم بالقضاء على المصروفات والفواتير المترتبة على استخدام انظمة التبريد التقليدية . ان هذه الانظمة تمتاز بفعالية اقتصادية طالما انها تستخدم في بيئات تنخفض فيها درجة حرارة باطن الارض عن الدرجة الطبيعية لجسم الإنسان  )نعني استخداما بعيدا عن المناطق المدارية الرطبة) . ( مخطط 7)
6. المباني ذات الطاقة الصفر :
الأهداف المرجوة من المباني ذات الطاقة صفر تشتمل على تكنولوجيا مستدامة للمباني الخضراء والتي باستطاعتها ان تقلل او تمحو فواتير الطاقة الصافية سنويا . الإنجاز العظيم في هذا المجال يتمثل في بناء مستقل خارجي لشبكات الطاقة والذي لا يتطلب وصله بشركات الطاقة ومرافقها . فاصبحت رؤية منزل ينتج الاستخدام الفاعل للطاقة ولا يضطر الذين يعيشون فيه أبدا لدفع مقابل التدفئة الخاصة بهم واقعا منذ الثمانينيات وهو عقد ظهر فيه أول المنازل منخفضة الطاقة .



المخطط (8)
مجمع بنايات (متطورة) ذو طاقة صفر

كما أجريت تجارب أيضا مع منازل تعمل دون أنواع الوقود الحجري. بيد أنه وحتى وقت قريب لم يتم تجاوز قاعدة صافي استهلاك الطاقة صفر وصافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون صفر سنويا. واليوم أصبح من الممكن بناء منازل تنتج بالفعل طاقة أكثر مما تستهلك، وفي الوقت نفسه تحقق أموالا لمالكيها . وأساس هذا المنزل هو ما يطلق عليه الألمان اسم ''منزل سلبي''. فالتكييف لاجواء الابنية التي نقطنها باستخدام النظام الشمسي سوف يصبح وفي تزايد عامل نجاح و مهم حيث ان دوره سيتمثل في الأجواء الحارة التي تتميز بدرجة حرارة عالية بشكل ملحوظ لا يمكن تجاهلها وتطلب وجود نظام تبريد  .( مخطط 8)
رابعاً. هدر الطاقة :
- يتسرب أكثر من نصف الطاقة المستخدمة في المنازل عبر البلاد من النوافذ لأبواب العليات والفجوات وثغرات أخرى . هذا الهدر اليومي للطاقة يكلف بيئتنا الكثير، لأنه يستهلك الثروات اضافة الى رفد الجو المحيط بنا بالغازات الخطيرة.
 - هناك العديد من المؤسسات الحكومية التي تعتبر البيئة من أهم أولوياتها، وتقدم حسومات خاصة على تحسين الفعالية القصوى للطاقة في البيوت .
-  هناك تحسن طرأ على تكنولوجيا الأبواب والنوافذ أيضا، بما يساعد على تقليص استخدام الطاقة، بما يبقي الحرارة في منازلنا مريحة في أي مناخ .
-  عمل الباحثون على دراسة أعمق لتصاميم النوافذ والأبواب، وقرروا تعديلها كي تعزل بشكل أفضل, ومنها نافذة بريستول ( سميت نسبة إلى مخترعها)  ،  تتمتع نافذة البريستول هذه، بمزاياها الفريدة وزجاجها العازل بقدرة أكبر على حماية الطاقة وتوفيرها بشكل أفضل .
-  يمكن للسخونة أن تتبدل عبر النافذة بثلاث طرق، عبور الطاقة الضوئية من الزجاج في الاتجاهين، عبور الحرارة أو البرودة نتيجة تحرك الهواء واحتكاكه بالزجاج، إلى جانب الحرارة التي تتسرب عبر إطار الزجاج.
-  النوافذ التقليدية المصنوعة من الألمنيوم أو الفينيل وطبقة زجاج واحدة أو اثنتين، تمرر السخونة والبرودة بحرية بين داخل وخارج الغرفة .
 - يلغى استخدام ثلاثة ألواح زجاجية الاتصال بين البيئتين وبالتالي يحد من التوصيل بينهما  .
 - يمكن خفض فقدان الحرارة والسخونة عبر الأشعة جديا، بإضافة غشاء غير مرئي ولكنه فعال جدا مما يعرف بمادة الو إي على لوحي الزجاج الخارجيين, يؤدي هذا الغشاء دور المرآة الحرارية التي تعكس الموجات القصيرة القادمة من الخارج، وتفعل ذلك أيضا بالحرارة في منزلك  .
 - يمكن للتبادل الجاري في الهواء بين ألواح الزجاج لتبديل الحرارة أن ينخفض بتعبئة ذلك الفراغ بغاز أرغون الشفاف  .
 - يعتبر هذا الغاز أثقل وزنا وموصل أقل من الهواء ما يؤدي إلى خفض تبادل الهواء بين البيئتين .
-  الإقفال المحكم جدا والغير معدني عنصرا آخر للحول دون انتقال الحرارة.
 - يطوي هذا البلاستيك المقوى الزجاج بشكل دائم، ومزاياه الحرارية معا، فتنجم عنه طبقة دافئة تغطي سطحي هذه النوافذ العازلة الفعالة .
-  يعتمد مبدأ حماية الطاقة في المستقبل على حل مشكلة الفتح والإقفال، لهذا فإن أبواب بريستول كفيلة بالحفاظ على الحرارة في فصلا الشتاء، وإبعادها في الصيف
-  أعمال الإقفال المحكم المضاد للماء حول جميع الأبواب والنوافذ يمنع تسرب الهواء من الداخل إلى الخارج وبالعكس  .
-  تمنحنا الأبواب والنوافذ القدرة على الرؤية والمعابر الفعلية إلى العالم الخارجي .
-  أما الآن فمن المحتمل جدا ألا نستمر في تبديد وخسارة ثروات الطاقة في الفضاء بعد أن جرى التوصل إلى هذه التصاميم الحديثة الفعالة  .


الخاتمة:
إن الهدف الأساسي هو تخفيف استغلال الطاقة من مصادرها غير المتجددة، واستخدام المصادر المتجددة عوضاً عنها، خصوصاً في أنظمة التكييف التي تعد المستهلك الأكبر للطاقة في مختلف القطاعات والتطبيقات .
 وتتلخص أهم فوائد التبريد الشمسي في تقليل استهلاك الطاقة، والتقليل من نسبة الغازات المضرة التي تنبعث من أنظمة التكييف الاعتيادية، والتقليل من ظاهرة انبعاث غازات الكلور والفلور و الكربون التي تعد عاملا أساسياً في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري  .



المصادر:
⦁    بولس،صبري،1980، اصلاح وصيانة اجهزة التبريد والتكييف،د.م ،بيروت ،لبنان .

⦁    الجودي، خالد أحمد،1986،مبادئ هندسة تكييف الهواء و التثليج ،منشورات جامعة البصرة، البصرة ، العراق.

⦁    حسين،واثق خليل سعيد ،2008،التبريد بواسطة الطاقة الشمسية باستخدام تقنية الادمصاص ،رسالة ماجستير ،جامعة النجاح  الوطنية ، نابلس، الأردن.

⦁    حمودي،علي ناجي ،2009،دراسة وتنفيذ وتحسين أداء محطة ضخ مياه تعمل بالطاقة الشمسية،رسالة ماجستير غير منشورة،جامعة تشرين ،كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية ،قسم القوى الميكانيكية، دمشق،سوريا.

⦁     رزوقي، محمد هوبي، 1990، التبريد والتكييف : اسس وتطبيقات ،الدار العربية للعلوم ،بيروت،لبنان.

⦁    الشمري،محمد عبدالرضا،2008،مبادىء هندسة التبريد،  دار الأنس للكتب العلمية، القاهرة ،مصر.

7.ASES National Solar Conference; 2011,Rural Renewable Energy Alliance.2011, "Solar Air Heat Basics". Retrieved 07/05/2011.
8.Brown, David,1994, 8. An Evaluation of Solar Air Heating at United States Air Force Installations. Air Force Institute Of Technology. Retrieved 4 August ^ "Solar-Heated Fresh Air Cuts Heating Costs". NREL. 1994. Retrieved 4 August. 2011,    .
9. Collectors.a.b,1998,  AirSolar Preheaters for Outdoor Ventilation Air Federal Technology Alert, Transpired (. National Renewable Energy Laboratory (Federal Energy Management Program). April 1998. DOE/GO .-10098-528. Retrieved July 25, 2010.
10.  Solar Energy Refrigeration ,2008, .Hussein, W. K. S.Liquid-Solid Adsorption Technique. M Sc. An-Najah University, Nablus – Palestine..
11. Elfadar,2009., A.; Mimet, A. and Perez-Garci, M performance  Modeling and study of a continuous adsorption refrigeration system driven by parabolic trough solar collector. Solar Energy  Spain. 83.
12. NREL,2011, Solar-Heated Fresh Air Cuts Heating Costs" . 1994.Retrieved 4 August 2011.
13.   Lombardi, Candace.2011 " Roof-mounted solar assists in "cooling too". CNET.   1. September Retrieved .
14.Siegele, Lindsey. 2011"SolarWall Solar Air Heating Technology". Mother Earth News. Retrieved 4 August .
15.Solar Energy Use in U.S.2011, Agriculture Overview and Policy Issues". United States Department of Agriculture. Retrieved 4 August 2011.
16. "Solar Service Center2011". Naval Facilities Engineering . Naval Facilities Engineering Service Center Preheated Ventilatio. Retrieved 3 August 2011.  "Solar Savings: An inside look at solar metal walls". Metal Architecture Magazine.  1 September Retrieved2011.
17.  Survey 2011,of Active Solar Thermal Collectors, Industry and Markets in Canada". August 2010. Retrieved 3 August 2011.
18. US patent 4899728HOLLICK JOHN C; PETER ROLF W,1998, "Method and apparatus for preheating ventilation air for a building", published 1998-07-17.  2006, Pridasaws,.
19 .W.Solar-Driven Refrigeration Systems with Focus on the Ejector Cycle, Doctoral Thesis, Royal Institute of Technology, KTH, Denmark...
20. https://www.google.iq/?gfe_rd=cr&ei=hUfQVcmPINGAYOW2tvAC&gws_ rd=ssl#q=+7.+Survey+2011%2Cof+Active+Solar+Thermal+Collectors%2C+Industry+and+Markets+in+Canada%22.+August+2010.+Retrieved+3+August+ 2011.
21.  http://tonto.eia.doe.gov/energyexplained/index.cfm?page=solar_thermal _ collectors   http://www.eere.energy.gov/de/transpired_air.html .22


 تضمين قائمة مخططات بحث المهندس معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي

 

معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي : الهندسة البيئية (رؤية تربوية)






الهندسة البيئية
(رؤية تربوية)




المهندس

معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي




(محاضرة مقدمة إلى ندوة ة التوعية البيئية على قاعة مبنى الإعداد والتدريب)
3/10/2010-5/4/2010

 


مقدمة :

يعيش الإنسان منذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى في بيئته يستمد منها قوته وأسباب نموه الفكري و المادي والأخلاقي والاجتماعي والروحي  .والإنسان بما وهبه الله سبحانه وتعالى من خصائص بيولوجية تميزه عن باقي اﻟﻤﺨلوقات يعيش باستمرار في مستوى طاقة احتمال بيئته، بينما باقي اﻟﻤﺨلوقات تعيش دون مستوى طاقة احتمال بيئاتها . ولقد أدى التقدم الكبير الذي أحرزه الإنسان في مجالات العلم والتكنولوجيا إلى أحداث إخلال بل تدهور في مكونات البيئة..  بحيث أصبح خطر العيش فوق طاقة احتمال البيئة متوقعا، بل لعله واقعا في بعض اﻟﻤﺠالات وبعض الأقطار، إذ بدأنا نعيش أو نسمع عن  »مشكلة الغذاء » « ومشكلة الطاقة » « ومشكلة السكان  « » ومشكلة التلوث « وهي مشكلات ناجمة عن النشاطات البشرية في البيئة . وبدأ الإنسان يقلق على مستقبل حياته المريحة، واتجه نحو قضايا البيئة بهدف التغلب على مشكلاتها والتخطيط لمواجهة مستقبلها، غير أن هذا التوجه اتخذ الطابع التخصصي البحت، مما أدى إلى عزلة غير اﻟﻤﺨتص..  وأصبح الكثير من الناس يسمعون عن أخطار لا يفهمونها ولا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم أن يسهموا في حلها .

مفهوم البيئة :

ويمكن أن نعرف البيئة بأنها أجمالي الظروف الخارجية التي تؤثر في حياة الكائن الحي ونموه وبقائه . ومعلوم أن البيئة الطبيعية تعتمد على ثلاث عناصر رئيسة هي الهواء والماء والأرض وتعتبر من أساسيات الحياة . ويتميز النظام البيئي بالتوازن بين عناصره ويمكن للنظام البيئي أن يحافظ على هذا التوازن ولكن ضمن حدود معينة قابلة للتأثر. ونتيجة لحدوث الثورة الصناعية وتسارع التطور في مختلف مجالات الحياة واستخدام المكننة وصناعة المواد الكيماوية والمواد المشعة .. وكذلك الزيادة في استخدام مصادر توليد الطاقة والاستنزاف الجائر للموارد الطبيعية وحدوث الكوارث نتيجة النشاط الإنساني، فقد أدى ذلك إلى حدوث خلل في التوازن البيئي مما نتج عنه ظهور العديد من المشاكل البيئية المعقدة .

التربية البيئية:

ومن أجل صنع الفرد المتمكن علميا والمتنور بيئيا والمتعاون مع الآخرين اتجه عالم اليوم إلى الأخذ بمفهوم التربية البيئية ، حيث تعددت تعاريف " التربية البيئية " تبعا لتعدد وتنوع وجهات النظر حولها، ووفقا لمفهوم التربية وأهدافها من جهة ومفهوم البيئة من جهة أخرى، فقد يبدو لبعض المربين أن دراسة البيئة بجانبيها الحيوي والطبيعي فقط تحقق تربية بيئية، في حين يرى البعض أن التربية البيئية تتعدى ذلك المفهوم الضيق للبيئة، وأنها عملية أكثر عمقا وشمولا، ويرون أنها عملية تربوية تهدف إلى تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الفيزيائي، وتوضح حتمية المحافظة على مصادر البيئة الطبيعية، وضرورة استغلالها استغلالا رشيدا  لصالح الإنسان حفاظا على حياته الكريمة ورفع مستويات معيشته.

وتعرف التربية البيئية "إجرائيا " بأنها عملية تربوية تستهدف تنمية الوعي لدى سكان العالم, وإثارة اهتمامهم نحو البيئة، بمعناها الشامل والمشاركة المتعلقة بها، وذلك بتزويدهم بالمعارف، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرادى وجماعات لحل المشكلات البيئية الحالية ، وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة " وتعرفها منى جاد بأنها تزويد الطلاب بالمعلومات والحقائق عن العادات والتقاليد الإيجابية البيئية وإكسابهم الاتجاهات والقيم البيئية وتنمية مهارات اجتماعية يترتب على ذلك شخصية إيجابية متوافقة مع البيئة، أي أنها تمكن الإنسان من التعامل بصورة سوية وواعية مع النظم البيئية المحيطة به من خلال فهم ما تتميز به البيئة من طبيعة معقدة نتيجة للتفاعل بين جوانبها البيولوجية والطبيعية والاجتماعية والثقافية .


ففي المجال التعليمي أذا هنالك اختصاصات علمية شتى ومراحل دراسية متدرجة تلتقي عند أهداف التربية البيئية . ففي مجال العلوم الهندسية  تعد هندسة البيئة هي أحدى التخصصات الهندسية المثيرة، التي يدرس خلالها الطالب برامجاً متميزة لإعداده بهدف استخدام الطرق الهندسية والرياضية والعلمية لتصميم أنظمة تساعد على حل مشاكل البيئة، والتخفيف من أضرار التلوث، والرصد الدائم والتحكم المستمر في مراكز تلوث الهواء والأرض والماء، إلى جانب الطرق العملية لحماية الصحة والأمان في المنشآت .

وبعد ان تفاقمت مشاكل البيئة وازدادت فيها عناصر التلوث وتحذير علماء البيئة من مغبة التمادي في تلويث البيئة ، بدء المتخصصون البيئيون بجمع المعلومات البيئة لوضع الحلول الهندسية لمجابهة أزمة التلوث البيئي التي بلغت ذروتها في جوانب عديدة،. فتلوث عناصر البيئة : الماء، الهواء، التربة يمكن أن يكون فيزيائيا أو كيمائيا او حياتيا، وعليه فأن أي إجراء هندسي لتعديل البيئة وتقليل الملوثات سيحتاج إلى معلومات أساسية في الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة، إضافة إلى المعلومات الهندسية التقليدية والضرورية لتحويل هذه المعلومات الأساسية إلى حلول هندسية لكون هذا العلم  له أهمية خاصة عند المهندسين.

الهندسة البيئية:

إ ن الهندسة البيئية قد أعطيت تعريفها و اسمها المحدد منذ عام 1900 ميلادي كفرع من الهندسة المدنية . و هي فقد مورست من قبل المهندسين المدنيين منذ عام 1850 ميلادي عندما أصبح للصحة العامة معاهد خاصة بها. كانت مشاريع الصرف الصحي و التزود بالمياه و حل مشاكلها الهيدروليكية من النشاطات الأولى للهندسة البيئية. انتشرت معالجة المياه بشكل سريع حوالي 1900 ميلادي بينما معالجة المياه الملوثة تأخرت حتى أصبح لها معاهدها الخاصة بهذا العلم .

و منذ عام 1960 أصبح مجال التزود بالمياه و إدارة المياه الملوثة و معالجتها أكثر انتشارا" وحددت كقضايا بيئية بينما بقى تعريفها تحت نطاق الصحة العامة . منذ أن بدأ الناس التمييز و الإدراك بأن صحتهم و بقاءهم مرتبط بالحفاظ على البيئة المحيطة بهم، فقد لجؤا إلى تطبيق المبادئ و الأفكار العلمية لتحسين هذه البيئة و حمايتها. و على سبيل المثال، فإن الرومان قاموا بتشييد الأقنية لنقل المياه و مواجهة الجفاف و قاموا بتأمين المياه الصحيّة النظيفة للعاصمة روما. و في القرن الخامس عشر ميلادي قامت مقاطعة بافاريا بسن قوانين تخص التزود بالمياه. بدأت الهندسة البيئية الحديثة في لندن عند منتصف القرن التاسع عشر ميلادي عندما أدركوا أنّ صب مياه الصرف الصحي إلى البحيرات و الأنهار دون معالجة كان السبب بانتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا.

إن الاستهلاك الجائر للموارد بكل أنواعها سبب التدهور البيئي الشديد. فمثلا" استخدام المبيد الحشري DDT بعد الحرب العالمية للقضاء على الآفات الحشرية ساعد في تحسن إنتاج المنتجات الزراعية و في التغلب على الجوع و تم التحكم بانتشار الملاريا . و لكنه بنفس الوقت قضى على مجموعات هائلة من الأصناف الحية. إن قصة الـ DDT تعتبر السبب في ولادة التحرك الجاد للتطوير البيئي الحديث مما أنتج لاحقا" مجال الهندسة البيئية .

ونستطيع أن نعرّف الهندسة البيئية بأنها تطبيق المبادئ العلمية و الهندسية من أجل تحسين البيئة (مصادر الهواء و الماء و التربة)، و لتأمين المياه الصحيّة و الهواء النظيف و سلامة التربة من أجل السكن البشري و من أجل الحفاظ على حياة الكائنات الأخرى و كذلك لمعالجة المواقع الملوثة. إن الهندسة البيئية تفيد بشكل أساسي بتطوير المنشآت من أجل حماية البيئة و من أجل الإدارة المناسبة للمصادر الطبيعية. إن مهندس البيئة يولي اهتماما" خاصا" للتداخلات البيولوجية و الكيميائية و الفيزيائية بين الهواء و الأرض و الماء و يبحث عن حلول تكنولوجية متكاملة من اجل ادارة الموارد و إعادة تدوير المخلفات و المصادر المتنوعة بعيدا" عن التدهور البيئي و نشر التلوث بكافة أشكاله . إن مهمة الهندسة البيئية تدور حول الحماية (من التحلل الإضافي) والحفظ (الوضع الحالي) و التمكين (البيئة) .


وبناء على ذلك، فإن الهندسة البيئية و علومها تمثل التطبيق المباشر للعلوم الفيزيائية و الرياضية لتأمين الحلول لمشاكل كوكبنا. إن العلماء و الباحثين المهتمين بالبيئة بالإضافة إلى مهندسي البيئة يعملون لإيجاد طرق جديدة لحل المشاكل الموجودة في البيئة و لذلك تتنوع أعمالهم و عادة ما تشمل: - إدارة الملوثات - التحكم بالمواد السامة - التزود بمياه الشرب - إدارة مياه العواصف المطرية - التخلص الآمن من الملوثات الصلبة - الحفاظ على الصحة العامة - إدارة الأراضي - الحماية من الإشعاعات - السلامة الصناعية - التحكم بنوعية الهواء و تلوثه - معالجة المياه الملوثة المنزلية و الصناعية - حماية المصادر المائية (مسطحات – بحيرات – مياه جوفية ...الخ) كما أن الهندسة البيئية تشمل مدى واسع من الأبحاث و الدراسات و الاختصاصات و التطبيقات في مختلف المجالات. الغرض من الهندسة البيئية: ربما تكون الملوثات كيميائية أو بيولوجية أو حرارية أو إشعاعية أو حتى ميكانيكية. و لذلك فإن الهندسة البيئية تمتد إلى عدة اختصاصات منها هندسة التصنيع و الكيمياء البيئية و الهندسة الصحية و إدارة المواد الملوثة و تخفيضها كما تشمل منع التلوث و تنظيف المناطق المصابة.

واجبات المهندس البيئي:

 و مما سبق نستنتج أن الهندسة البيئية هي عبارة تركيب لعدة علوم و مبادئ هندسية اتحدت مع بعضها لتشكل الأساس لهذا الاختصاص و نذكر منها:
- الهندسة المدنية - الهندسة الكيميائية - الصحة العامة - الهندسة الميكانيكية - الكيمياء - علم الأحياء - علم الجيولوجيا - علم البيئة - التنمية المستدامة ،يمكن القول أن المواضيع العامة للهندسة البيئية تتمحور حول فهم البيئة الطبيعية و البيئة الإنسانية و فهم آلية عملها وفهم كيفية وقوع الأضرار و البحث في الأخطار الناجمة عن التلوث البيئي. فمهندس البيئة يراقب البيئة و يستكشف الأساليب اللازمة للمحافظة عليها و تحسينها بالإضافة إلى تصميم و تشغيل و إدارة المنشآت و الأنظمة التي تحميها. من الأمثلة عن الأعمال التي ينجزها مهندس البيئة نذكر :

1- إدارة مياه العواصف المطرية في المدن لحماية البيئة المائية و تأمين مصرف للمياه الفائضة مع التحكم بالفيضانات.
2- التصميم الجمالي للأراضي الرطبة كجزء متكامل مع البيئة أكثر منه لغاية كونها منشأة لمعالجة و تحسن المياه الملوثة.
 3- تصميم محطات و منشآت معالجة المياه الملوثة مع إعادة استخدام المياه الملوثة المعالجة في شحن المياه الجوفية و في الاستخدامات الزراعية وغير ذلك من الاستخدامات الشائعة.
4- اختيار المكان المناسب لسدود و بحيرات تجميع المياه المطرية و غيرها من أجل حماية الأنظمة البيئية المائية.
5- إدارة و معالجة المياه السطحية و المياه الملوثة الناجمة عن النشاطات البشرية المختلفة.
6- منع تلوث التربة و الهواء و الحفاظ على نوعيتها الجيدة.
 7- المساعدة في الحفاظ على الحياة البرية و الأنظمة البيئية إجمالا".
 8- القيام بالأبحاث البيئية العلمية من أجل تحديد الملوثات و تصنيفها و اختراع وسائل معالجتها و التخلص الآمن منها.
9- المساهمة الفعالة في تنظيم التشريعات البيئية لمنع التلوث و منع أسباب التدهور البيئي العالمي مثل ثقب الأوزون و الانحباس الحراري.

هناك بعض الاختصاصات الأخرى التي تنظوي تحت هندسة البيئة مثل السلامة الصناعية، علم المحيطات، الملوثات الخطرة، التحكم بالهواء، التلوث بالإشعاعي و إدارة النفايات الصلبة.وهكذا فإن مهندس البيئة ربما تكون له صلة بالعمل مع مجموعات إدارة البناء و الصحة العامة ضمن المدن، كما يلعب دورا بوضع السياسات البيئية.علاوة على  إن الهندسة البيئية تعمل على تأمين بيانات شاملة و إحصاءات و تقارير عن مختلف التطبيقات الصناعية.

وعليه يمكن القول إنه غالبا ما تتحدد واجبات المهندس البيئي بالأمور الآتية:
 - تقدير و تخمين الشروط البيئية للمشاريع .
- تطبيق العلوم و المبادئ الهندسية لتقدير و تقييم منطقة ما .
 - تحديد المقدرة الزراعية.
- تحديد التأثيرات الاجتماعية و البيئية لمشاريع النقل.
 - تطوير الإجراءات المخففة لأي ضرر محتمل ضمن المشاريع حفاظا" على السلامة .
- تأمين مصادر المياه المناسبة للاستعمالات الزراعية - تحديد مواقع وجود مصادر مياه الشرب.
 - تصميم و تصنيع وسائل الاحتراق الصديقة للبيئة.
 - جمع البيانات و المساعدة بالحلول الصناعية و تطوير عملية الإنتاج الغير مؤذية للبيئة .
- تطوير وسائل قياس التلوث الهوائي و إيجاد الحلول العملية للتحكم بالتلوث الهوائي .
- تحسين وسائل التحكم بالضجة المزعجة.
 - العمل مع مجموعات الصحة البيئية لوضع الاشتراطات البيئية .




المصادر :


1.اودين اولمان   ،1985،التربية البيئية مفاهيمها وانشطتها; ترجمة منى يونس بحري; بغداد:مطبعة جامعة بغداد ، بغداد، العراق .


2. الحمد ، رشيد،و  صباريني، محمد سعيد ،1978، البيئة ومشكلاتها، سلسلة كتب عالم المعرفة 22، 1٩٢٣ ١٩٩٠  ،المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب ،الكويت.

3.صلاح، عجاج المحسن، 2005، التربية البيئية ،وزارة التربية. التعليم،القاهرة، مصر.


4.الغزو فيصل ،2010،الهندسة البيئة، منشورات وزارة الثقافة ،عمان، الأردن.
محمود، طارق احمد ،1990،علم وتكنولوجيا البيئة، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية،جامعة الموصل، العراق .

4.المديرية العامة للدفاع الوطني، أدارة الكوارث،2005، البيئة والإنسان ،عمان، الاردن.



المهندس

معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي
(مهندس ميكانيك الابنية المدرسية/المديرية العامة لتربية الأنبار/وزارة التربية)